BVC-Elvis

طباعة

طعام الأطفال في سن ٣–٤ أعوام

طعام الأطفال

هل يأكل طفلي طعاماً صحياً؟

مبدئياً؛ بإمكان الأطفال في سن الالتحاق بالروضة أن يأكلوا أي شيء يمكن أن يأكله الكبار. ولكن هذا لا يعني أنهم يريدون ذلك. بالعكس؛ قد تكون سن الالتحاق بالروضة فترة يكون الطعام فيها موضع صراع. والكثير من أولياء الأمور يشعرون بالحيرة بخصوص ما إذا كان الطفل يتناول ما يكفيه من الغذاء. الجواب بالنسبة لمعظم المواد الغذائية هو نعم، ولكن قد يجب التنبه إلى بعضها أكثر من غيرها.

البروتين

البروتينات هي لَبِنات بناء الجسم ومن السهل إدراك أن البروتين مهم للشخص الصغير الذي ينمو. ولكن ليس هناك في الأغلب ما يدعو للقلق لأن البروتين موجود في جميع الأغذية تقريباً، وليس فقط في اللحوم والبيض والأسماك وغيرها من المصادر الواضحة. كما أن البروتين موجود مثلاً في منتجات الحليب والخبز والمعكرونة والبقوليات والمكسرات بل وحتى قليلاً في معظم الخضروات والفواكه.

وتقول منظمة الصحة العالمية أنه ينبغي للأطفال في سن الالتحاق بالروضة أن يتناولوا يومياً ٠,٩ جراماً من البروتين لكل كيلوجرام من وزن جسمهم لضمان تغطية حاجتهم منه. وهذا يعني يعادل بالنسبة لمتوسط الأطفال البالغين سن ٣–٤ أعوام قرابة ١٥ جراماً من البروتين يومياً وقد يبدو هذا كثيراً؛ ولكن فطيرة البانكيك العادية مثلاً تعطي ٥ جرامات وكرة اللحم المفروم ١,٥ جرام والمقانق ٧ جرامات والكوب الصغير من الحليب ٣,٥ جرام والموز الواحدة جراماً واحداً — ولكن ليس القصد أن نبقى نحسب الجرامات. وليس هناك في عادةً ما يدعو للقلق من نقص البروتين فهذا أمر يختفي من تلقاء نفسه. وكشفت الأبحاث عن أن الأطفال في بلدان الشمال يتناولون من البروتين ما يتجاوز حاجتهم الفعلية بمرتين إلى ثلاث مرات.

الدهون

إن الدهون تمنح الطاقة بشكل مركز. ومعظم الأطفال يتناولون الدهون بنسب جيدة، ولكن ليس من أهم أنواع الدهون دائماً. هناك حمضان دهنيان لا يمكن للجسم إنتاجهما بنفسه ويحتاج الطفل لتناولهما عن طريق الغذاء: الحمضان الدهنيان أوميجا-٣ وأوميجا-٦. وقد يحتاج الشخص للتنبه إضافياً إلى أوميجا-٣ في المقام الأول. ومن الأساليب المفيدة تقديم وجبات السمك ٢–٣ مرات أسبوعياً وطبخ الطعام بزيت بذر اللفت أو الدهون المصنوعة من زيت بذر اللفت.

من السهل التفكير في أن الأطفال بحاجة للمزيد من الطاقة وأنهم بالتالي ينبغي أن يتناولوا منتجات الألبان الحليب كاملة الدسم وتوصي كذلك مصلحة الأغذية بمنتجات الحليب قليلة الدسم للأطفال. والسبب هو أنها تحتوي على الدهون الأقل تشبعاً وكذلك في الوقت نفسه نفس مقدار الغذاء الذي تحتوي عليه منتجات الحليب كاملة الدسم. ويتناول أغلب الناس المزيد من الدهون المشبعة والقليل من الدهون غير المشبعة، ومن أجل تحقيق التوازن بينهما فمن الأفضل تقديم منتجات الألبان قليلة الدسم والإكثار من تناول الدهون على شكل السمك وزيت بذر اللفت مثلاً.

الكربوهيدرات

إن الكربوهيدرات مصدر هام للطاقة، وبالأخص بالنسبة للطفل في سن النمو. وتتحول أغلب الكربوهيدرات إلى سكر يسمى الجلوكوز، والذي يُستخدم كطاقة في الخلايا. ولا يكتسب الطفل من خلال التركيز على المصادر الجيدة للكربوهيدرات الطاقةَ فحسب بل يكتسب أيضاً غذاءً آخر بلا أدنى عناء. ومن الأمثلة على مصادر الجيدة للكربوهيدرات: المعكرونة والبرغل والبطاطا والخبز والبقوليات والخضروات الجذرية والخضروات والفواكه والتوت. فهذه لا تمنح الطاقة فحسب بل وكذلك الفيتامينات والمعادن ومُضادّاتِ الأَكْسَدَة.

أما السكاكر والعصائر والمشروبات الغازية والكعك فلا توفر التغذية، بل تمنحنا ”سعرات حرارية فارغة“. ولهذا فإنه من المفيد تقليل هذا النوع من المواد الغذائية. وهذا لا يعني أنك لابد أن تتفادى السكر تماماً، فالقليل من السكر له موضعه في النظام الغذائي الصحي أيضاً. وبالنسبة للطفل البالغ من ٣ إلى ٤ أعوام فإن الأمر يتعلق بحوالي ملعقتين كبيرتين من السكر يومياً. وهذا قد يبدو كثيراً ولكن هناك الكثير من فخاخ السكر الخفية على شكل اللبن ذي النكهة والكورنفليكس الحلو وغيرها من منتجات الوجبات الخفيفة. ومع ذلك فالأهم هو عدم إعطاء الطفل السكاكر والمشروبات الغازية والعصير والكعك في الحياة اليومية. وإن تجنب الطفل ذلك فإن الصورة الإجمالية عادةً ما تكون جيدة.

الألياف

تندرج تحت الكربوهيدرات الأليافُ أيضاً. الألياف موجودة في كل من منتجات الحبوب الكاملة وكذلك الخضروات والبقوليات والمكسرات والبذور والفواكه والتوت. وتعين الألياف إلى جانب السوائل على منع الإمساك. كما تعمل بعض الألياف بمثابة الغذاء للبكتيريا المفيدة في المعدة، أي تلك البكتيريا التي تشكل جزءاً كبيراً من جهاز مناعتنا. وعندما تتحلل الألياف في المعدة فإن الأحماض الدهنية القصيرة تتشكل وتصبح بمثابة الطاقة للطبقة المخاطية المِعَوِيَّة. وبالمختصر؛ فهناك من الخير الكثير ما يمكن قوله عن الألياف.

كم كمية الألياف الملائمة لطفل يبلغ من العمر ٣–٤ أعوام؟ تنص التوصيات الغذائية على حوالي ١١–١٦ جراماً. إنها كمية كبيرة نوعاً ما. ويمكن القول على سبيل المقارنة أن التفاحة تحتوي على جرامَيْن ألياف و١ ديسيلتر معكرونة يحتوي على ٣ جرامات ألياف وتحتوي الحبوب الكاملة وشريحة الخبز على أقل من جرامَيْن من الألياف. ومن المرجح أن معظم الأطفال يتناولون من الألياف قَدْراً أقل من الموصى به.

ولكن يبدو أن بعض الأطفال يتحسسون من الألياف: قد تكون ردود أفعال البعض على الإفراط في تناول الألياف الإصابةُ بالإسهال والبعض الآخر الإمساك. فيجب على الشخص وقتها محاولة العثور عن طريق التجربة على المستوى الملائم. وهذا يكون بالنسبة للكثير الانتقالُ بين منتجات الحبوب الكاملة والمنتجات العادية ”البيضاء“.

الفيتامينات والمعادن — أين هي؟

الفيتامينات والمعادن موجودة في جميع الأطعمة تقريباً، حتى في وجبات الأطفال المنتشرة مثل كرات اللحم المفروم والبودينج الأسود وفطائر البانكيك. فالأطفال الذي يتناولون في الأساس الطعام العادي وليس الأطعمة مثل تلك التي تحتوي على السعرات الحرارية الفارغة، مثل المشروبات الغازية والتسالي والسكاكر، يأكلون في الأغلب ما يحتاجون إليه. ولكن قد نحتاج للتفكير ملياً في بعض الفيتامينات والمعادن:

الفيتامين د

المصدر الأساسي لفيتامين د هو الشمس، ولكنها مفيدة خلال أشهر فصل الصيف الذي تكون فيه الشمس مرتفعة في كبد السماء بما يكفي لِمَدِّنَا بالفيتامين د. أما بخصوص الطعام فإن الفيتامين د موجود أساساً في الأسماك الغنية بالدهون. كما أن الحليب المُدَعَّم (الحليب شحيح الدسم وقليلُه ومتوسطُه) ومشروب الخضروات المُدَعَّم ودهون الطعام المُدَعَّمَة وفِطْر الكانتريل «kantarell» تَمُدُّنا بالفيتامين د.

إن كنت غير واثق مِمَّا إذا كان طفلك يتناول كفايته من فيتامين دال فلا تتردد في مواصلة إعطائه قطرات الفيتامين د حتى إن تجاوز الطفل سن العامين. تحدث مع ممرضة مركز رعاية صحة الأطفال التي تتابع طفلك.

الفُوْلات

الفُوْلات لازمة لتكوين خلايا جديدة. ولهذا فإن الفُوْلات مهمة جداً في مرحلة الطفولة. الفُوْلات موجودة في معظم المواد الغذائية ولكن بمقادير صغيرة فقط. أفضل مصادر الفُوْلات هي الخضروات الجذرية والخضروات الورقية الداكنة الخُضْرَة والملفوف بشتى أنواعه والفاصوليا والحمص والعدس والفاكهة والتوت ومنتجات الحبوب والحليب الحامض «filmjölk» والحليب. ولهذا فإنه من المفيد أن يتناول طفلك بعض هذه المواد الغذائية يومياً.

الحديد

إن البودينج الأسود واللحوم والأسماك أمثلة على مصادر الحديد الجيدة. البيض والمواد الغذائية النباتية، مثلاً الخضروات الداكنة الخُضْرَة، والبقوليات والمكسرات والبذور والفواكه المجففة توفر الحديد أيضاً. ومن الأسهل على الجسم امتصاص الحديد من الطعام القادم من مملكة الحيوان من طعام مملكة النبات، ولكن عندما يتناول الشخص شيئاً غنياً بالفيتامين ج إضافةً إلى الطعام النباتي فبالإمكان تيسير امتصاص الحديد.

السيلنيوم

إن السيلينيوم موجود في جميع الأطعمة تقريباً، ولكن بنسب متفاوتة. ويتركز السيلينيوم في الأسماك والحليب والجبن والبيض. من الأساليب المفيدة للتحقق من تناول الطفل السيلينيوم تقديم وجبة السمك ٢–٣ مرات أسبوعياً.

اليود

التربة السويدية فقيرة اليود وهذا يؤدي إلى قلة عدد المواد الغذائية التي تحتوي على مادة اليود. ولذلك فإنه من المهم اختيار الملح المُدَعَّم باليود. والأسماك والرخويات والبيض مصادر غنية أيضاً.

ما مدى أهمية الخضروات؟

ليس كل الأطفال يحبون الخضروات — بالعكس فإن الخضروات هي المجموعة الغذائية التي يرفضها الأطفال في الأغلب. ويشعر بعض أولياء الأمور بالضغط النفسي من خطر إصابة الطفل بسوء التغذية إن لم يتناول الخضروات. ومن المفيد إذن معرفة أن أهمية الخضروات لا تنبع في المقام الأول من تلك الفيتامينات والمعادن الكامنة فيها. تحتوي الفاكهة والتوت والأغذية العادية من حيث المبدأ على نفس العناصر الغذائية الموجودة في الخضروات. ولهذا فبإمكانك تنفس الصعداء وترك الطفل يتعرف على الخضروات في هدوء وسلام. وليس المهم أن يجرؤ الطفل على تذوق البازلاء اليوم، بل أن يرى الطفل أن الخضروات لها دوراً طبيعياً على المائدة وأنكم حوله تتناولون الطعام ويبدو عليكم أن مذاقه لذيذ. فتناول الكثير من الخضروات أمر مفيد للصحة على المدى البعيد.

ويُقَدِّر الكثير من الأطفال تقديم الخضروات كلٌّ منها على حدة، مثلاً وعاء من البروكلي المسلوقة ووعاء من أعواد الجزر ووعاء للحمص الطبيعي. بينما يرى أطفالٌ آخرون أن طعم صلصة السلطات الجاهزة أمر مثير. فالأطفال مختلفون، حتى بخصوص المذاق. جربوا وحاولوا العثور على طريقتكم في تناول الخضروات. ولكن لا تضغط — فقد يكون للضغط أثر عكسي.

كيف يمكن أن يكون شكل اليوم الغذائي الجيد؟

ليست هناك أبحاث تحدد لنا أفضل شيء لتوزيع الطعام على مدار اليوم، ولكن الكثيرين يرتاحون من تناول ثلاث وجبات رئيسية و٢ إلى ٣ وَجَبَات خفيفة. فقد يكون شكل ذلك اليوم كما يلي:

الفطور

مثلاً اللبن الرائب أو الكورنفليكس أو الخبز أو الفواكه أو الخضروات.

الوجبة الخفيفة

مثلاً الفواكه أو الخضروات أو/و الشطائر.

الغداء

مثلاً المعكرونة/البطاطس/البرغل + الدجاج أو اللحوم أو الأسماك أو الطعام النباتي* + الخضروات.

الوجبة الخفيفة

مثلاً الفواكه أو الخضروات أو الساندويتش أو بعض ذلك أو كله.

العشاء

مثلاً المعكرونة/البطاطس/البرغل + الدجاج أو اللحوم أو الأسماك أو الطعام النباتي* + الخضروات.

أي وجبات مسائية قد توجد

مثلاً الشطائر أو الحليب أو اللبن الرائب أو الفواكه أو الخضروات.

الوجبة المسائية ليست ضرورية، ولكن قد يكون مفيداً أن علم ولي الأمر أن على المائدة شخص صغير صعب الإرضاء — وبهذه الصورة يكون ولي الأمر على علم بأن الطفل لن ينام جائعاً.

الشراب الملائم للحياة اليومية

الماء أو الحليب أو شراب الخضروات المُدَعَّم.

* من المفيد تقديم وجبة السمك للطفل ٢–٣ مرات أسبوعياً. وينبغي ألا يتجاوز مقدار اللحوم الحمراء المطبوخة ٥٠٠ جرام أسبوعياً. اللحوم الحمراء تشمل البقر والخنزير والضأن والحيوانات البرية.

هل هناك شيء ينبغي عدم تقديمه؟

مبدئياً؛ بإمكان الأطفال في سن الالتحاق بالروضة أن يأكلوا أي شيء، على الأقل من الناحية النظرية. ولكن هناك بعض الأشياء التي ينبغي لهم تجنبها.

متشكك صغير على المائدة — ما العمل؟

غالباً ما يكون من الصعب جداً إرضاء الأطفال في سن ٤–٥ أعوام بخصوص ما يحبون وما لا يحبون. وهذا الأمر مرتبط بأن أغلب الأطفال في سن الالتحاق بالروضة يمرون بمرحلة ينتابهم فيها الشك بخصوص الأطعمة الجديدة.

كما قد ينطبق هذا على الطعام الذي كانوا يلتهمونه بشراهة خلال السنين الأولى من عمرهم. وقد يكون هذا الأمر مضنياً جداً لك بوصفك ولي الأمر — ولكن هذا أمر له أسبابه الطبيعية تماماً: إنها طريقة الطفل في أن يتعلم تدريجياً الفرق بين الغذاء السليم وغيره. وإليك هنا بعض المقترحات التي قد ترفع من بهجة الأكل على المائدة خلال هذه الفترة:

كُلْ أنت — فأنت خير قدوة

إن الأطفال لا يفعلون ما نقوله بل ما نقوم نحن بفعله. إن كنت تأكل وأبديت ارتياحك وبهجتك فإن احتمال تقليد الطفل لك في نهاية المطاف تزيد. يجب بطبيعة الحال أن ينعم الكبار بعشاء كبار في وقت لاحق إن شاءوا ذلك، ولكن إن تكرر هذا الأمر كثيراً فستضيع عليهم فرصة أن يكونوا قدوة.

جربوا نموذج التاكو

يُقَدِّر الكثير من الأطفال في هذه السن السماح لهم بأن يتناولوا المحتويات كلٌّ منها على حدة، تماماً مثل ما يقع عند تناول التاكو. إذ يمكنهم وقتها اختيار ما يريدون، وتجنب الطعام الذي يبدو غير جذاب. وسيكون التذمر وقتها أقل. فالاستماع إلى جملة ”أريد المكسرات والذرة“ أكثر متعةً من الاستماع إلى ”أزل الطماطم من صحني!“

فهم خوف الطفل من اليَخْنَة «grytan»

الكثير من الأطفال في سن الالتحاق بالروضة يكرهون اليَخْنَة (وجبات اللحم والخضروات) وغيرها من الأطعمة المخلوطة، ربما لأنه يصعب رؤية الموجود بداخلها بالضبط. إن كنتم أنتم البقية تأكلون اليَخْنَة فاحرصوا على وجود شيء على المائدة بإمكان الطفل الأكل منه إلى أن يشبع. لربما كان بإمكان طفلك أن يقبل ملعقةً صغيرةً من اليَخْنَة على صحنه، ولو لمجرد رؤيته؟ وفي يوم من الأيام سيتسلل ذلك الطعامُ إلى معدته.

التجاهل — التشجيع

وبغض النظر عن مدى انطباعك باستحالة هذا الأمر — حاول أن تتجاهل تعقيد الطفل موضوع الطعام. حاول ألا تتنهد أو «تنق» أو تُلِح. والأطفال مولعون جداً بلفت النظر لدرجة أنهم يفضلون لفت النظر السلبي على عدم التفات النظر إليهم، وهذا أمر يمكن استغلاله في هذه الحالة. أما إن كان الطفل يعمل شيئاً تريد مواصلة رؤيته مستقبلاً، مثلاً الجلوس هادئاً للحظة، بل وربما تناول شيء من المائدة — فامنحه اهتمامك من خلال رؤية الطفل أو الاستماع إليه بعناية زائدة أو التحدث عن شيء يعتبره الطفل مشوقاً أو هذه الأمر كلها.

كن جريئاً واستخدم التوابل

بعض الأطفال يحبون الثوم والكاري والزعتر والفلفل الحار؛ نعم جميع أنواع التوابل. فبض الأطفال يرون حقيقةً أن تناول الأكل لا يستحق ذلك العناء إن لم يكن للطعام طعم واضح.

ابدأ بمقدار صغير للغاية

اترك الطفل يسكب لنفسه من الطعام — أو ضع له مقداراً معتدل، أي ليس ذلك المقدار الهائل الذي يبدو الطفل عاجزاً أمامه. وإن كان طفلك «لصاً صغيراً» يفضل أخذ الطعام من صحنك فلا مانع من ذلك. فأمامك الكثير من الوقت لتهذيب عادات الأكل عند الطفل.

لا تقع في الفخ

تجنب الوقوع في فخ ”كُلْ طعامك الآن كي تأكل الأيس كريم بعد ذلك!“ فهذه العبارة تقول بتلقائية ”الطعام مُمِل جداً لدرجة أنهم يجب أن يكافئوك بشيء لذيذ بعد فراغك منه“. وهذه رسالة ليست بالناجحة…

اجعل مستوى طموحك معتدلاً

ربما لم يُدرك الجوعُ الطفلَ مرةً ثانيةً بعد تناوله الوجبة السابقة؟ هل طموحاتك مرتفعة بخصوص ما الذي يجب أن يأكله الطفل كي يُعتبر ذلك المقدار وجبةً؟ وإن لم يتناول سوى قطعة واحدة من المعكرونة فلا تتألم! فموعد الوجبة التالية نادراً ما يكون بعيداً.

لا تعطِ الطفل أي شيء بين الوجبات

إن الشهية أفضل نكهة. واحرص على عدم منح الطفل الزبيب أو المشروبات الحلوة أو البسكويت أو الفواكه أو أي شيء آخر بين الوجبات كي لا تختفي الشهية عندما يحين موعد الطعام.

لا تقارن الطفل بغيره

إن الأطفال مختلفون، حتى بخصوص الطعام والمذاق. ويتناول البعض كل شيء يُوضع أمامهم في حين أن البعض الآخر لا يتناولون سوى عشرة مواد غذائية — بدون أن يثير ذلك أي مشاكل. ويُسمى بعض الأطفال (والكبار) بفائقي التذوق. وهذا يعني أنه بإمكانهم الانتباه إلى المذاق، مثلاً الطعم المر، على نحو أقوى من غيرهم. فتعود هؤلاء على تناول البروكولي وغيرها من الخضروات الأخرى مثلاً التي تحتوي على هذا الطعم المر قد يستغرق وقتاً أطول. وفي حالة هؤلاء الصغار يجب التحلي بقدر أكبر من الصبر.

تذكر كيف كنتَ عندما كنتَ طفلاً

هناك جانب وراثي واضح فيما يتعلق بالنفور من الطعام. والعلاقة قوية جداً بالنسبة للغذاء الغني بالبروتين، مثلاً اللحوم والأسماك. ولربما كنتَ أنت صعب الإرضاء في طفولتك؟ لا تَلُم نفسك في هذه الحالة بل فكر في أنك مع ذلك قد أصبحت شخصاً بالغاً عاقلاً!

لا تجلس أكثر من ٢٠ دقيقة

إن كان تناول الطعام مزعجاً فلا تبق هناك لساعات، لأن الإزعاج سيعم الكل. قد تكون مدة ٢٠ دقيقة مدة معقولة. فالفرصة القادمة نادراً ما تكون بعيدة جداً. ما عليك فعله هو ضمانة وجود غذاء مفيد في صحن الطفل — والطفل يقرر بعدها كم يريد أن يأكل.

تحدث مع مركز رعاية صحة الأطفال إن شعرت بالقلق.

من الشائع أن يشعر أولياء الأمور أن الأطفال ينفرون من الطعام. وغالباً ما يكون هذا النفور في حقيقة الأمر تعبيراً عن أن كل شيء على ما يرام. فالطفل يجتاز مراحل مختلفة قد تتجلى أحياناً على مائدة الطعام. ولكن بالنسبة لبعض الأطفال فإن مشاكل الطعام مشاكل من نوع أصعب. فقد يكون البعض مصاباً مثلاً بمرض أو بحساسية غذائية أو بتشوه تشريحي يجعل تناول الطعام أمراً صعباً. ومن المهم أن تطلب العون إن اشتبهت أن طفلك يواجه انزعاجاً أو إن كان النفور من الطعام باقٍ. وبإمكان مركز رعاية صحة الأطفال أن ينصحوك إلى من تلجأ.

الأطفال البدينون — نصائح عملية

إن سن الالتحاق بالروضة هي في العادة الفترة التي يكون نمو الطفل فيها أبطأ من نموه خلال أول عام من حياته. فتختفي الفخذان الممتلئتان وقد تبرز الأضلاع بدون أن يعني هذا الأمر أي مشكلة. ولكن ليس كل الأطفال ينحفون فبعضهم يبقون محافظين على امتلاء اجسامهم حتى في سن الالتحاق بالروضة. وكشفت الأبحاث أنه من الأسهل تجنب السمنة في مرحلة متأخرة في الحياة إن جرى اكتشافها في سن الالتحاق بالروضة ولهذا فإن مركز رعاية صحة الأطفال يلفت النظر إلى الأطفال الذين يزيد وزنهم بسرعة. وقد يشعر ولي الأمر بأنه في موضع الهجوم عليه أو التشكيك فيه ولكن النية من الحوار طيبة. فمن الصعب على ولي الأمر أن يدرك أن وزن طفله يفوق اللازم. وكشفت الأبحاث في كل من السويد وبلدان أخرى أن الكثير من أولياء الأمور يقلِّلُون من شأن وزن أطفالهم — ويبالغون في ما يحتاجه الطفل من الطعام. وبإمكان الطفل تلقي العون بخصوص زيادة وزنه من خلال تلقي التوجيه ومعرفة سبب زيادة وزن الطفل أكثر مما هو طبيعي. فالأمر لا يتعلق بأن يخفض الطفلُ وزنَه بل بإيجاد التوازن السليم للطفل.

تفاعل الجينات والبيئة

هناك الكثير من الأفكار المسبقة عن السمنة وعن سبب إصابة الأطفال من السمنة. ولكن الأسباب كثيرة وتختلف من فرد لآخر. ولكل من العوامل البيئية والوراثية أثرٌ. القدرة على الإحساس بالجوع والشبع تختلف من مثلاً بين الأفراد، مثلها مثل توفر الطعام والمأكولات الأخرى أمام الأطفال. المثال الآخر هو أن بعض الناس فعالون جداً فيما يخص تخزين فائض الطاقة (= السعرات الحرارية) مثل الدهون، وهو أمر كان مفيداً في الزمان الذي كان توفر الطعام فيه محدوداً. ولكن هذه الخاصية قد تؤدي في حالة الوفرة إلى السمنة.

وفيما يلي بعض الأمثلة على أسباب اكتساب الأطفال قدراً من طاقة أكبر مِمّا يمكنك الانتفاع به — ونصائح عَمّا يمكنك فعله إن كان هذا ما يحدث معك:

هل الطفل شخص صغير مغرم بالطعام؟

إنها خاصية جيدة! يمكنك الاستفادة من ذلك من خلال محاولة جعل الطفل يهتم بالخضروات بجميع أنواعها. فوجبةٌ من الطعام تكفي أغلب الأطفال وإن كان الطفل يريد المزيد فمن الرائع أن تكون الخضروات موجودة ليتناول منها وربما أيضاً فاكهة يتناولها ليُحَلِّي بها عَقِبَ الطعام، كي لا تمنحه كل وجبة قدراً من الطاقة أكبر من اللازم. دَرِّب الطفل على أن يكون حاضر الذهن عندما يتناول الطعام — أن يحس بمذاق الطعام وأن يأكل مستخدماً جميع حواسه، فهذا أمر يزيد من فرصة الإحساس بالشبع. والموضوع يتعلق من الناحية العملية بأن بتناول الطفل طعامه مثلاً دون تشويش التلفزيون أو غيره من الشاشات وعدم الأكل بسرعة جداً، دون وضع الملعقة/الشوكة/السكين أحياناً والتحدث قليلاً بين اللقم الممضوغة.

هل يشعر الطفل بشهوة الأكل باستمرار — سواء للطعام أو للسكاكر أو ”لأي شيء“؟

حاول مساعدة الطفل على التمييز بين الجوع وشهوة الطعام من خلال أن تطلب منه التنبه — هل بطنه تؤلمه فعلاً؟ هل يشعر الطفل بالجوع أم بشهوة طعام تعني شيئاً آخر، ربما أن الطفل يشعر بالملل؟ هل بالإمكان إلهاء الطفل بأمور مثل اللعب أو الألعاب اليدوية بانتظار موعد الطعام؟

إن صحة جميع الأطفال تكمن في البيئة الغذائية الصحية، وهذا يعني أن أكثر الموجود في المنزل هو الطعام والخضروات والفواكه وأن هناك القليل من السكاكر والتسالي والمشروبات الحلوة. وبالنسبة للأطفال ذوي شهوة الطعام المستمرة فإن لهذا أهمية إضافية.

هل يصعب عليك بوصفك ولي الأمر (أو غيره من الأشخاص البالغين المهمين في حياة الطفل) في وضع الحدود؟

ليس من السهل دائماً علينا وضع الحدود لذلك الشخص الصغير الذي نحبه ذلك الحب البالغ. ولكن وضع الحدود هو في حقيقة الأمر أحد أساليب إظهار الحب. وهذا يسري بالأخص على الطعام والمأكولات الأخرى.

إن أغلب الأطفال يحبون السكاكر والأيس كريم والتسالي والوجبات السريعة مثل البطاطس المقلية والمشروبات الغازية. وهذه من الأشياء التي تمنح الكثير من الطاقة ولكن لا قيمة غذائية لها. ولهذا فإن الأطفال بحاجتنا معشر البالغين للالتزام بالحدود، مثلاً من خلال العمل بعدم تناول الحلويات إلا يوم السبت. إلا إن منع الأشياء تماماً لا يبدو أنه حل: فالأبحاث كشفت عن أن هذا قد يجعل الطفل أكثر تشبثاً بالسكاكر.

هل ترى أن طفلك بحاجة لطعام أكثر مِمَّا يأكل فعلياً؟

وكما أسلفنا سابقاً فإنه من الشائع أن يظن الوالِدان أن أطفالهما بحاجة لمقدار من الغذاء أكبر مما يحتاجون حقيقةً. قد يؤدي هذا إلى لجوء الوالِدَيْن إلى الحِيَل كي يدفعا بالطفل إلى تناول المزيد من الطعام ولا يصح السماح للطفل بالإصغاء إلى مؤشرات الجوع والشبع لديه. وتقول القاعدة المفيدة أنك بوصفك ولي الأمر تقرر ما هو الطعام الذي سيُقدم ومتى سيتم ذلك وأن الطفل يقرر ماذا وكم يريد. ولا ضَيْرَ في عدم تناول الطفل وجبة كاملةً — المهم هو ما يأكله الطفل خلال فترة طويلة كالأسابيع والأشهر. المداومة على طبخ الطعام الذي يعرف ولي الأمر أن الطفل يحبه جداً أمر قد يكون ضاراً: لأنه قد يجعل الطفل يأكل أكثر من حاجته الفعلية بسبب مذاق الطعام الشهي.

هل يحصل الطفل على الكثير من الطاقة عن طريق المشروبات الحلوة؟

تزيد المشروبات الحلوة احتمال الإصابة بالسمنة لأسبابٍ منها أنه يبدو أن الجسم يصعب عليه الانتباه إلى المادة الحلوة في الحالة السائلة، وهو أمر قد يتسبب بدوره في أن مقدار الوارد من الطاقة يكون مرتفعاً جداً. ومن السهل الاعتقاد بأن العصير بديل أفضل لكونه يحتوي على سكر طبيعي، ولكن أفضل شيء هو إعطاء الطفل الفاكهة ليأكلها كاملةً. وسيتناول الطفل وقتها الألياف المشبعة أيضاً وغيرها من الأمور المفيدة.

أمر مهم يخص الجميع: النصائح الخاصة بتشجيع الصورة الإيجابية عن الجسم

كشفت الأبحاث عن قدرة الأطفال الصغار البالغين ٤–٥ أعوام فقط على التعبير عن استيائهم من مظهر جسمهم. بل وبعضهم يشعر برغبة في التخسيس. يتضمن كتاب «Projekt Perfekt — om utseendekultur och kroppsuppfattning» ”مشروع الكمال — عن ثقافة المظهر الخارجي وإدراك مظهر الجسد“ (دار النشر «Natur & Kultur») أموراً مثل النصائح الآتية، الواردة هنا على نحو ملخص، إلى أولياء الأمور وباقي الكبار من أجل تعزيز الإدراك الإيجابي لمظهر الجسم عند الأطفال:

أخيرا وليس آخراً

إن العادات الغذائية الجيدة والحركة أمران مهمان للجميع، بغض النظر عن الوزن. فالعادات التي يُوضع أساسها في الصغر يسهل التمسك بها لاحقاً في الحياة. وفي خضم تدفق المعلومات المستمر بخصوص الغذاء فقد يصعب التمييز بين الغث والسمين ويسهل تصور أن الغذاء الجيد أمر صعب المنال. ولكن يمكن إنجاز الكثير في حقيقة الأمر من خلال اتباع بضع النقاط اليسيرة: