BVC-Elvis

طباعة

هو وهي وغير ذلك — هوية الطفل الجنسية

هوية الطفل الجنسية

يدرك كثير من الأطفال في سن ٣ أعوام الجنس الذي ينتمون إليه وقد يكونون مشغولين بتأكيد أنهم فتيات أو فتيان. فالهوية الجنسية هي من أكثر مسائل الهوية أساسيةً وأهميةً بالنسبة للأطفال الصغار. وعندما يدركون من أي جنس هم فإن هذه الهوية ولفترة من الزمن قد تكون مهمة لتصورهم عن ذاتهم كاملاً. وقد يحدث كثيراً أن يرغب الطفل في المبالغة ويلعب لعبة تنطوي على هويته الجنسية. فبعض البنات ترغبن فجأةً في عدم ارتداء شيء سوى الثياب الوردية وبعض الصبيان قد يرغبون في مواصلة ارتداء رداء باتمان.

ويتقدم تفكير الأطفال من خلال أنهم يصنفون الوقائع إلى فئات. وهذا ينطبق أيضاً على الهوية الجنسية. وقد تكون فئات الجنس بالنسبة للأطفال ”البنات“ و”الصبيان“ على التوالي ولكنه ليس تحصيل حاصل وجود علاقة بين ”البنات“ و”النساء“. بل قد ينطلق إدراك الأطفال للجنسين من معايير غير متوقعة مثل أن للفتيات قِرْطَيْن وأن للصبيان كولون بدون أقدام. ويرى كثير من الأطفال في هذه السن أن الفتيات قد يصبحن كلاباً عندما يكبرن في حين أن الصبيان قد يصبحن أمهات.

أن يتصف الطفل البالغ ٣–٤ أعوام بصفات البنات أو الصبيان إلى حد بعيد أمر شائع مثل رغبة الطفل في اللَّعِب بما ينطوي على أدوار الجنسين. وكثيراً ما يرغب الصبيان الصغار في ارتداء فساتين الأميرات والأحذية المُزَهَّرَة وقد تتظاهر الفتيات بأنهن صبيان من خلال تعليق شال في طرف الملابس الداخلية النسائية. وكلٌّ من حرص الطفل الشديد على الالتزام بجنسه واكتشاف صفات الجنس الآخر هي أسلوب الطفل في الاختبار للوصول لنتيجة. والسبيل إلى تصور الذات المتزن يمر من خلال الاستكشاف. وتسهم الألعاب إلى تطوير هوية الطفل.

وقد يتباين موقف أولياء الأمور من ألعاب الأطفال التي تنطوي على الهوية الجنسية. ولربما يعتقد الوالد أن الفوارق بين الجنسين هي مهمة وتسهم في التنوع والتباين. وقد ينتاب الوالد شعور بالرعب من أن ابنه لا يرغب في ارتداء شيء سوى الفساتين لمدة من الزمن. وبالمقابل فإن المهم بالنسبة لآخرين أن يعاملوا الطفل بدون التركيز على جنس معين. فإن اخترتَ أن يحمل الطفل اسم سليم مع عدم التركيز على جنس الطفل فقد تشعر بالمقابل بالضِّيْق إن مرت ابنتك بفترة من الإفراط في الميل إلى اللون الوردي. إلا أنه ينبغي لولي الأمر أن يتذكر أن ألعاب الطفل تنطلق من الشيء الذي يشغل بال الطفل في تلك الفترة ولا تخبرنا شيئاً عن كيفية نمو الطفل مع مرور الوقت. فالتحلي بالتسامح أمام تعابير الطفل ولَعِبِه هو أفضل أسلوب للتعامل.

بغض النظر عن موقف ولي الأمر فإنه من المهم أن يحظى كل طفل بفرصة تنمية قدراته بتمامها. وإنه لأمر مثالي في مجتمعنا المعقد أن يتحلى الشخص بحسن الإصغاء العاطفي والقدرة الاجتماعية وكذلك قراءة الخرائط ومتابعة المحاججات الإحصائية. والأطفال بحاجة إلى تنمية جميع أنواع الصفات، سواء تلك المُمَيِّزَة للأنوثة والذكورة حسب المتعارف عليه. كون الآباء حاضرين في حياة أطفالهم ومشاركين فيها هي إشارةٌ مهمةٌ إلى الطفل بخصوص ما الذي تعنيه أدوار الجنسين. وبسبب أن الأبحاث كشفت أننا نربي الفتيات والصبيان على تربية مختلفةً، مثل قلة تشجيعنا لمهارات الفتيات الحركية الكبرى وإيلاء أهمية أقل لتعبيراتهن العاطفية مقارنةً بالصبيان، فقد يكون من المهم التفكير في هذا الأمر. ولا يزال من الأشيع أن نَصِفَ الصبيان بأنهم مشاغبون وأنهم لا يتلقون الدعم في علاقاتهم بأصدقائهم وأن الفتيات المهمومات والهادئات ”يُنْسَيْن“ ولا يتلقين الدعم كي يأخذن موضعهن ويعبرن عن أنفسهن. إن كانت لديك أي تساؤلات بخصوص نمو طفلك جنسياً فيمكنك تناول هذا الأمر مع ممرضة رعاية صحة الأطفال أثناء مراجعتك مركز رعاية صحة الأطفال.