BVC-Elvis

طباعة

سلامة الطفل

الأطفال فضوليون بطبعهم وبحاجة للَّعِب والتسلق والقفز واستكشاف حدودهم. وهم ينمون بسرعة ويجب أن تتاح أمامهم الفرصة لاختبار الأمور التي تنطوي على بعض المخاطر واستكشافها. ولا يمكن الاحتراز تماماً من وقوع بعض الحوادث. ولكن أهم شيء هو التحقق من عدم تعرض الطفل لحوادث تهدد حياته أو تتسبب في عاهات مستديمة. ومن الجيد أن يتحلى الشخص البالغ بالخيال ويمكنه أن ”يسبق“ الطفل من أجل اكتشاف الحالات الخطيرة. ولا يمكن الاتكال على أن الأطفال الصغار يفهمون التحذيرات أو يتذكرونها وهم في مَعْمَعَة اللَّعِب. وليس من المستغرب أن الأطفال في سن ٢–٣ أعوام يمر نموهم بطَفَرات كبيرة ويتعلمون السيطرة على جسدهم وحركاتهم على نحو أفضل. فإنه من السهل وقتها أن يبالغ كلٌّ من الطفل نفسه والأشخاص البالغين في تقدير قدرة الطفل، لا سيما في حركة المرور.

حركة المرور

ليس بإمكان الأطفال الصغار التعامل مع حركة المرور بمفردهم. فقدرة الأطفال على تقدير المسافات والسرعة ليس مكتملة تماماً. وبإمكانك تدريب طفلك على قواعد المرور من خلال استخدام ممرات عبور المشاة وعدم قطع الطريق إلا إن كانت الإشارة خضراء وعدم السماح للطفل بالركض قبلك مطلقاً وكذلك حماية كلٍّ من نفسك والطفل باستخدام العاكسات خلال الفصل المظلم من العام. يحبذ الأطفال تقليد الكبار ولا بد للكبار وقتها أن يكونوا قدوة حسنة وموجهين جيدين لأطفالهم.

ركوب الدراجة

وفي الغالب فإن الطفل يتعرف على أول دراجة في حياته في سن ٣ أعوام، وتكون دراجة العجلات الثلاث. ومن المفيد تأخير دراجة العجلتين إلى أن يبلغ الطفل ٥ أعوام. وكشفت الأبحاث عن أن الطفل لا يبلغ السن الملائمة لركوب دراجة العجلتين قبل سن ٥ إلى ٦ أعوام. دراجة العجلتين ذات عجلة التدريب تُيَسِّر على الطفل الإسراع والفرملة من خلال وضع قدميه على الأرض ومن الشائع أن يقع الاصطدام والسقوط عن الدراجة.

لقد آن أوان استخدام خوذة الدراجة الهوائية عندما يبدأ الطفل ركوب دراجة العجلات الثلاث! يجب بموجب القانون على جميع الأطفال دون سن ١٥ عاماً استخدام الخوذة إن ركبوا الدراجة الهوائية أو جرى إيصالهم عليها. ويجب أن تكون الخوذة تحمل علامة «CE» (علامة الالتزام بقوانين الجودة والأمن والسلامة الموجودة في الاتحاد الأوروبي). اختر خوذة الأطفال الصغار المُعْتَمَدَة ذات مِشْبَك أخضر ينفك إن عَلِقَ الطفل في مكان ما. وعندما تستخدم أنت البالغ خوذة الدراجة الهوائية فإنك تصبح قدوة حسنة لطفلك.

ركوب السيارة

يركب كثير من الأطفال سيارة يومياً تقريباً. ويجب أن يجلس الأطفال متجهين للخلف في كرسي الأطفال في السيارة إلى أن يبلغوا سن ٤ أعوام على الأقل لحماية الرأس والرقبة أفضل حماية ممكنة. وتذكر فصل الوسادة الهوائية إن كان الطفل جالساً في المقعد الأمامي. والقانون ينص حالِياً على وجوب استخدام جميع ركاب السيارة أحزمة الأمان.

الماء

إن الغرق إضافةً إلى حوادث المرور هما السبب الرئيسي للوفيات في سن ١–٦ أعوام. وأغلب حالات الغرق تجري في في محيط النطاق الضيق؛ مثلاً عندما يُترك الطفل بمفرده لمدة قصيرة في البانيو أو المسبح أو النهر أو عند البحيرة. وقد يغرق الأطفال الصغار في تجمع مياه عمقه ٢٠ سنتيمتراً فقط. وإن سقط الطفل في المياه برأسه أولاً تملكه الذعرُ ولن يعرف كيف يتصرف كي يطفو إلى السطح. وأفضل أسلوب لتجنب وقوع الحوادث هو إبقاء الطفل تحت الملاحظة واستخدام سترة الطفو. وقد يمنح طوق السباحة وأطواق الذراعين شعوراً زائفاً بالأمان.

إن تعلم السباحة ليس متعةٌ فحسب بل معرفة ترافق الإنسان مدى الحياة وكلما بَكَّر في تعلمها كان ذلك أفضل. ومعظم الأطفال لم يبلغوا السن المناسبة لتعلم السباحة قبل بلوغهم سن ٤ أعوام ولكن يمكن تدريبهم على التعود على المياه في وقت مبكر جداً من خلال اللَّعِب والاستمتاع في الماء مع الأسرة. إعداد القهوة/نفخ الفقاعات في الماء أمر قد قام به أغلب الناس على الأرجح، وكذلك التدرب على فتح العينين تحت الماء. وتجدر الإشارة إلى أن القدرة على الطفو هي أول خطوة لينعم الطفل بالطمأنينة وقدر أكبر من الأمان في الماء وبقربها.

أين تقع الحوادث؟

المكان الذي أكثر ما يتعرض الأطفال للإصابات فيه هو المنزل وإلى حدٍّ ما مرافق رعاية الأطفال. وأكثر الحوادث شيوعاً هي إصابات السقوط والحَشْر والتصادم مع الأطفال الآخرين.

وكثيراً ما تقع إصابات السقوط أثناء اللعب مثلاً من أماكن التسلّق أو الزحليقات. الكثير من ملاعب الأطفال بها ألعاب مهترئة قد تشكل خطراً على الأطفال. وليس من المستغرب أن يحشر الأطفال أصابعهم في طرف الباب أو صندوقٍ ما أو أن يجرحوا أنفسهم بأشياء حادة أو يتعرضوا لقرص الحشرات أو عض الحيوانات أو الأطفال الآخرين. وفي حالة إصابات الحَشْر فقد يكون مفيداً إبقاء العضو المتضرر مرتفعاً وتبريده في نفس الوقت. وهذا أسلوب لتخفيف الألم. وينطبق الشيء نفسه إن أحرق الطفل نفسه بالسوائل الساخنة. فسرعة التبريد للموضع المتضرر خطوة أولى مهمة قبل اللجوء إلى المستوصف أو المستشفى لطلب المساعدة.

الحيوانات

الترتيب التنازلي للحيوانات التي تلحق أغلب الإصابات بالأطفال الصغار: الكلب والقط والدبور والقُرَّاد. إن عض كلب أو قط الطفل عضة بالغة اخترقت الجلد فيجب الكشف على العضة في المستوصف لتحديد الموقف من استخدام المضادات الحيوية. وفي حالات قرصة الدبور والقُرَّاد فمن المفيد تبليل موضع الاحمرار والتورم باستخدام «Alsolsprit».

التسمم

فيما يتعلق بالتسمم فإن السبب الأكثر شيوعاً هو تناول الطفل لدواء يستخدمه أحد الوالِدَيْن أو الأجداد. هناك الكثير من المواد التي يحتفظ بها الناس عادةً في منازلهم والتي قد تسبب أيضاً التسمم أو إصابات التآكُل الحمضي؛ مثلاً السبرتو الأبيض والمُنَظِّفات ومساحيق الغسيل. ولهذا فعليك الاحتفاظ بالأدوية والمواد الكيميائية والمُنَظِّفات بعيدة عن متناول الأطفال.

سلامة الأطفال في السويد

تحتل السويد موقعاً متقدماً في ما يخص العمل على الوقاية من الإصابات وهي إحدى أكثر بلدان العالم أماناً بالنسبة للأطفال. إن السفر بعيداً ليس ضرورياً كي نرى الفرق السائد في النظرة إلى عمل السلامة الوقائي في الدول الأخرى مقارنةً بالسويد.

وبالرغم من هذا فإن ٦٠–٨٠ طفلاً يموتون سنوياً بالإصابات و٢٠٠ ألف طفل ينشدون الرعاية الطبية الطارئة.

تنص اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأطفال على أن للطفل الحق في الحياة والنمو واللَّعِب والترفيه. كما يجب حماية الطفل في الوقت نفسه من العنف والإصابات. والتوازن بين النمو/الفضول والحماية من الأخطار أمر ليس بالسهل تماماً. لربما علينا أن نتقبل سقوط الأطفال ضحايا للحوادث ولكن يجب ألا يكون ثمن هذا الأمر باهظاً جداً!