BVC-Elvis

طباعة

اللغة والتواصل

تركز المراجعة الصحية في سن ٣ أعوام في مركز رعاية صحة الأطفال على تواصل الطفل ونموه اللغوي. ويتابع مركز رعاية صحة الأطفال تواصل الطفل مع بقية جوانب النمو الأخرى عند إتمامه ٤ أعوام.

إن التمكن من إفهام الآخرين أمر مهم للطفل سواء ضمن نطاق الأسرة أو مع الأصدقاء. وتتمحور لغة الطفل وتواصله حول كل من تمكنه من التعبير عن نفسه وكذلك فهمه ما يقوله الآخرون ويريدونه. والتنبه إلى مثل هذه الصعوبات لدى الطفل أمر مهم لأنه قد يحتاج وقتها للمساعدة والدعم.

إن الفوارق بين مدى تحدث الأطفال وفهمهم في مختلف الأعمار كبيرة. فبعضهم يُبْكِرُ في التحدث ويرى أن الكلمات والتحدث أمر مشوق. وآخرون يبذلون يعانون الأَمَرَّيْن للتسلق إلى القمم والتحليق عالياً. وقد يشعر ولي الأمر بالحيرة مع بعض الأطفال — ما مدى فهمه هذا الطفل فعلياً؟ ولماذا يلتزم الصمت هكذا؟ النوع الأكثر شيوعاً من أنواع تأخر اللغة هو عدم تمكن الطفل من نطق صوتٍ ما أو استبدال الأصوات أو عكس ترتيب الأصوات. وربما لا يزال الطفل يتحدث عن «الناي» أو «النال» التي ينبعث منها الدخان بسبب أن حرف الراء لا يزال نطقه صعباً عليه. إلا أن تأخر اللغة عند الطفل قد يتعلق أيضاً بجوانب أخرى غير جوانب النطق. وقد يكون النحو أو فهم ما يقوله الآخرون أمراً صعباً على الطفل. وتأثر أيضاً المصاعب التي يواجهها الطفل في تفاعله الاجتماعي على لغته. إن كنت تشعر بالقلق إزاء نمو طفلك اللغوي فيمكنك التطرق إلى هذا الأمر مع ممرضة رعاية صحة الأطفال.

يعتاد الأطفال في سن ٣ أعوام على:

يعتاد الأطفال في سن ٤ أعوام على:

اللغة

يرتبط النمو اللغوي عند الأطفال بنضج أعضاء الكلام، مثل عضلات الفم والرُّغَامَى وعضلات الوجه. والطفل بحاجة للتدرب على التحدث كي تسير أموره بمرونة. وتنبني على مقدارِ نضجِ الدماغِ قدرةُ الطفل على استخلاص النتائج عن أسماء الأشياء. فالأطفال يتعلمون اللغة عن طريق المحاكاة وتَعَقُّب الأنماط المنطقية والتصنيف والقيام بافتراضات بشأن الاحتمالات وعن طريق استخلاص النتائج استناداً إلى خبراتهم.

وهذا النمو، شأنه شأن كل نمو آخر، يختلف باختلاف الفرد. فبعض الأطفال البالغين ٣ أعوام لا يزال عسيراً فهمهم ويعبرون عن أنفسهم باقتضاب، ربما ببعض الكلمات أو الإيماءات. والبعض قد يكونون يتقنون ما يصل إلى ٩٠٠ كلمة ويتحدثون بجمل طويلة ويمكنهم الإخبار بأدب عن اسمهم الأول لقبهم على حد سواء. وبإمكان الكثيرين في سن ٤ أعوام استخدام الجمل الطويلة التي تربطها كلمات مثل ”و“ و”بسبب“. وعندما تنحل عقدة اللغة فإن الكثير من الأطفال يحبون في العادة التحدث عن الأشياء إلى ما لا نهاية وأن يستخدموا لغتهم من أجل الاستمتاع والمزاح مع بعض. وقد تكون الكلمات المتعلقة بالبول والبراز من أكثر الأشياء تسليةً. وقد يكون الطفل مهتماً أيضاً بالكلمات ويرغب في معرفة معانيها.

بإمكان بعض الأطفال في هذا السن وصف بعض كل من الظواهر الملموسة والأشياء التي يرونها أو يرغبونها وكذلك الأشياء الموجودة ببواطنهم كالخواطر والمشاعر. وهذه القدرة تسهم في إحساس الوالِدَيْن بمقدرتهم على التعرف على الطفل على نحو أكثر عمقاً. ويبدأ بعض الأطفال في وقت من الأوقات من سن ٣ أعوام من فهم الوقت والتعبير عن إحساسهم به بكلمات مثل: أَمْس وغَداً، والتعبير عن إحساسهم بالعلاقات بكلمات مثل: عَلَى وتَحْت وفَوْق وخَلْف. وبعض الأطفال البالغين ٣ أعوام يمكنهم العد إلى العشرة ويعرفون عدة ألوان. وربما بمقدور الطفل أيضاً أن يقول: هُوَ وهِيَ على نحو صحيح، أحياناً على الأقل. وبإمكان الكثير من الأطفال في سن ٤ أعوام التحدث عن أغلب الأمور المتنوعة لدرجة أنه بإمكان الشخص البالغ أن يجلس معهم ويحاورهم. ولربما كان الطفل قادراً على كل من وصف ما يفكرون فيه وما يشعرونه. وعندما يخبرنا الطفل بشيء فقد يمزج بين الخيال والواقع شيئاً قليلاً حتى تكون القصة أكثر تشويقاً. وتصبح القدرة اللغوية في وقت من الأوقات بعد سن ٤ أعوام متقدمةً لدرجة أن الطفل يمكنه التعبير عن نفس الشيء بعدة بطرق واستخدام النحو استخداماً أكثر تطوراً. فإن لم يدرك الشخص البالغ فوراً أن الطفل يصف كيف طاردته الفتاة فيرا فبإمكانه توضيح القصة من خلال قلب الأمر: ”طاردتني فيرا!“.

إن مقدرة الطفل على فهم الكلمات تسبق قدرته على التعبير عن نفسه بخمسة أشهر في المتوسط. إذ لا يمكن للطفل أن يجرب استخدام الكلمة بنفسه إن لم يكن قد أدرك معناها. واستخدامه لا يكون صواباً دائماً! وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأطفال البالغين ٣ أعوام يفهمون ما نقوله لهم، حتى إن كان تفكير ولي الأمر وأوامره تتضمن عدة خطوات. وربما تمكن الطفل من متابعة تفكير البالغ عندما يشرح أنه سيذهب للتسوق بعد روضة الأطفال ثم الذهاب إلى المنزل ومشاهدة برامج الأطفال لمدة من الوقت. وغالباً ما يدرك الأطفال في سن ٤ أعوام معظم ما يُقال لهم. وإن لم يكن الطفل على مستوى الموضوع الذي يحادثه فيه الشخصُ الكبيرُ فقد يرغب الطفل في المشاركة والفهم. وقد يسألون أحياناً عن معنى كلمةٍ يفضل الشخص البالغ تجنب توضيح معناها.

إن الكثير من الأطفال الذين بدأوا في التحدث يتحدثون بلا حدود. فالأمر يبدوا وكأن الأطفال يرغبون في جعل الأشياء حقيقيةً من خلال التعبير بالكلمات عن كل شيء تقريباً. وتعين القصص الخالدة على ربط الأشياء ببعضها: : ماذا ومتى وكيف وبأي طريقة، وتعينهم على فهمهم لأنفسهم وحياتهم وخبراتهم. والكثيرون يصفون بتداخل ومتابعة الوالِدَيْن لما يروونه ليست ممكنة دائماً (والأمر أصعب إن كان الشخص البالغ لا يعرف الطفل جيداً). ولكن من المفيد من وجهة نظر الطفل أن يدع خيالك يملأ الفراغات كي تترابط أحداث القصة.

كما أن الكثيرين فضوليون. وسؤال ”لماذا“ قد يطرحه الطفل بخصوص أغلب ما نخبره عنه. وإن لم يتمكن الوالد تماماً من تفسير سبب زُرْقَة السماء فقد ينتقل الطفل إلى سؤال آخر مفضل: ”ماذا إذاً؟“ أو ”من إذاً؟“.

تتحادث الممرضة مع الطفل خلال المراجعة الصحية في سن ٣ أعوام في مركز رعاية صحة الأطفال انطلاقاً من صور مختلف الأشياء الموجودة في حياته اليومية. وتمنحها هذه المحادثة معلومات عن كل من ما إذا كان الطفل قادراً على تسمية ما يراه في الصور وكذلك إذا كان الطفل يفهم ما تقوله الممرضة عندما تطلب منه مثلاً أن يختار صورة شيء معين.

وتستمع الممرضة في سن ٤ أعوام إلى مقدرة الطفل على التعبير عن نفسه خلال جميع المراحل. ومنذ إدارة الممرضة لهذه المراجعة مع الطفل باستخدام صور القطار ذي العربات فإنها تلاحظ قدرة الطفل على التعبير عن نفسه وفهم تعليماتها. كما أن الممرضة تُقَيِّم أثناء اختبار السمع والبصر قدرة الطفل على فهم ما تريد منه فعله.

التواصل

تتقدم لغة الطفل انطلاقاً من رغبته في التواصل. وهذه الرغبة أقوى من رغبته في أن يكون كلامه خالياً من الأخطاء عندما يتحدث عن أي شيء. ولذلك فإن الأطفال غالباً ما يكونون مبتكرين ويجربون ويلجأون إلى بعض الطرق المختصرة للتوصل إلى أسلوب للتعبير عن أنفسهم كي يفهمهم الآخرون. وإن لم تُجْدِ الكلمة الواحدة نفعاً فلربما يلجأ الطفل إلى الإيماء أو استخدام كلمة تماثل على الأقل ما كان يرغب في قوله.

إلا أن الكلمات أو النحو مجرد جزء من نمو الطفل تواصلياً. فالحوار واللَّعِب يتمحوران أيضاً حول الإنصات إلى الآخرين وفهمهم والتناوب على التحدث وتواصل النظرات وقراءة مشاعر الشخص الآخر ورغبته.

وتتواصل الممرضة أثناء المراجعة في مركز رعاية صحة الأطفال مع الطفل من خلال ملاحظة كيفية استجابة الطفل وما الذي يسأل عنه وما الذي يثير اهتمامه وكيف يتواصل الطفل بعينيه وتعبيرات وجهه ولغة جسده.

الطفل وتواصله مع الوالِدَيْن

لك دور مهم بوصفك أحد الوالِدَيْن أثناء تعلم الطفل اللغة على نحو واضح. ويمنح الوالِدَان الطفلَ من خلال التحدث معه عمَّا يمران به معاً كلاً من اللغة والتدرب على التواصل الاجتماعي. ولكون الوالِدَيْن هما من يعرف الطفل حقَّ المعرفة فإن محادثتهما للطفل وردهما عليه سيكون على المستوى الصحيح بالضبط. وبإمكاننا تحفيز الطفل من خلال أن نطلب منه إخبارنا ومساعدته على تطوير قصته من خلال الأسئلة وإضافاتنا الصغيرة.

فلغة الطفل وتواصله يتقدمان عند محادثته مباشرةً. وليس لإنصات الطفل لحديث الآخرين نفس الأهمية. وهذا أمر يجري من تلقاء نفسه عند معظم الأطفال. إلا أنه في حالة الأطفال الذين تصعب قراءتهم أو يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم فقد يكون الأمر صعباً شيئاً ما. إن شعرت بالحيرة بوصفك ولي أمر فيمكنك التحدث التطرق إلى هذا الأمر مع ممرضة رعاية صحة الأطفال. وربما كان بإمكانها، أو إمكان الشخص الذي تحيلك عليه، مد يد العون لك ولطفلك.

وإليك سبل دعمك للغة طفلك وتواصله:

تعدد اللغات

تعلم اللغات المتعددة في نفس الوقت ليس بالأمر الغريب حقيقةً بل هو الوضع الطبيعي لغالبية أطفال العالم. وأكثر من ربع أطفال السويد تقريباً يتحدثون أكثر من لغة. ولا يصح أن يكون تعدد اللغات مصدر قلق للوالِدَيْن. بل هي نعمة. فالطفل من ناحية يكتسب عدة لغات خلال الفترة التي يكون فيها أكثر تلقياً، ومن ناحية أخرى يتعزز إدراكه لوجود عدة كلمات لنفس الشيء في تفكير الطفل التجريدي والرمزي.

ويلتزم النمو اللغوي عند الأطفال متعددي اللغات نفس المبدأ الساري على الأطفال أحادي اللغة. وقد تختلف هيمنة هذه اللغات المختلفة في أوقات مختلفة ومن الشائع أن يخلط الأطفال بين لغاتهم من وقت لآخر. ولا يعرف معظم الأطفال قبل سن ثلاثة أعوام أنهم يسمعون ويتحدثون لغات مختلفة. وبمجرد اكتشافهم لهذا الأمر فإنهم في العادة يفصلون بين هذه اللغات. واللغة سلعة سريعة التلف وبحاجة للتغذية كي لا تختفي. ولهذا فإنه من المفيد أَلَّا يحيد أولياء الأمور عن التحدث بلفتهم الأم مع الطفل. كما أن هذا الأمر مفيد لأسباب نفسية لأن الأهازيج وكلمات الأطفال الصغار وكلام الأطفال الرضع يجري باللغة الأم.

وإن كان الوالِدَان يتحدثان لغتين مختلفتين فقد يكون من العسير استخدام لغة واحدة دون خلطها بالأخرى. والأفضل هو الالتزام باللغة الأم خلال السنين الأولى من عمر الطفل. وبالإمكان ولي الأمر لاحقاً الاستفادة من إدراك الطفل لكونه يتحدث عدة لغات وقضاء لحظات معينة معه للتحدث فيها بلغة معينة. وبإمكانه أيضاً مساعدة الأطفال على ترجمة الكلمات المهمة إلى لغتهم الأم عند التحدث عن الأشياء الجديدة.

إن كان الطفل يجيب باللغة السويدية فمن المفيد مع ذلك مواصلة الحديث باللغة الأم. ولا يصح توجيه اللوم للطفل أو إجباره على التحدث بلغة معينة. ولكن إن واصل ولي الأمر إلى التحدث باللغة الأم فإن لغة الطفل الأم ستبقى حية. كما أن ولي الأمر يتجنب في الوقت نفسه نزاعات السيطرة. ويستفيد الطفل خلال ذلك الوقت من التحفيز اللغوي ويوسع مخزونه اللغوي غير المُسْتَخْدَم. وبسبب استخدام الأطفال شتى الكلمات في روضة الأطفال والمنزل وتعلمهم لهذه الكلمات فإنه من المفيد إن كان ممكنا أن يتلقى الطفل الدعم بشأن لغته الأم في روضة الأطفال أيضاً. وقد يتأخر النمو اللغوي عند الأطفال المُتَبَنَّيْن لكونهم بالتالي ينتقلون من لغة إلى أخرى. كما قد يكون استخدام عدة لغات في نفس الوقت أمراً معقداً بالنسبة الأطفال المتأخرين قليلاً في النمو. وقد يختار الطفل عندئذ التحدث فقط بإحدى اللغات المحيطة به.

التأتأة

يصاب الكثير من الأطفال في وقت من الأوقات من سن ٢–٤ أعوام بفترة من التأتأة أو التعثر عند التحدث. والأمر لا يتجاوز في حالة غالبية الأطفال تَعَثُّر الطفل بالكلمات وهذا أمر سيختفي من تلقاء نفسه. وقد تأخذ التأتأة مظاهر توقف الطفل أو تَعَثُّرِه عند التلفظ ببعض الأصوات، مثل ت-ت-تعال، أو «يَعْلَق» أو يعيد الكلمات أو يضيف أصوات الشك مثل آآآ أو ممم أو يَمُدّ بعض الحروف، مثل ك-ك-ك-كفى، أو أن يتعطل الحديث تماماً.

وكثيراً ما تأتي التأتأة في بداية الكلمة أو الجملة. وفي حالة الغالبية العظمى فإن حالات التَّعّثُّر هذه تختفي من تلقاء ذاتها. ويُقَدِّر الخبراء أن ما بين خمسة وعشرة في المائة من جميع الأطفال مصابون بهذا النوع من المشاكل عندما يتعلمون التحدث. والتأتأة عند الكبار أكثر ندرةً. حوالي واحد في المائة من جميع الكبار يتأتئون وهذا ينطبق في الأغلب على الرجال. إن كان الطفل متوتراً أو يشعر بالضِّيْق عند الحديث أو إن كان الحديث «يَعْلَق» تماماً أو إن كانت التأتأة تأتي غالباً أو تشتد حدتها فقد يستفيد الطفل من التواصل مع اخْتِصاصيّ مُعالَجَةِ النُّطْق. بإمكان مركز رعاية صحة الأطفال توفير مثل هذا التواصل.

لا يعرف أحد بالضبط ما هو سبب التأتأة ولكن العلماء يعتقدون أن لها علاقة بإشارات الدماغ إلى العضلات المستخدمة عند الحديث. وإن لم يتأتئ الشخص فإن حركية النطق يتحكم فيها مثلاً النصف الأيسر من الدماغ في حين أن هذه الحركية يتحكم فيها كلا نصفي الدماغ عند من لا يتأتئ. وقد يكون لهذا أثره على الإشارات كي تصبح أقل دقةً وسلاسةً. كما أن العلماء يعتقدون أن التأتأة العابرة عند تعلم الطفل الحديث مرتبطة بنمو الدماغ.

لا تتولد التأتأة إطلاقاً بسبب شخصية الوالد أو كيفية حديثه مع طفله. ولا تخبرنا التأتأة شيئاً عن شخصية الطفل، فمن يتأتئ ليس هم من يشعرون بالارتعاب أو ذلك الطفل الذي يريد فعل الصواب. كما أن سبب هذا لا يعود إلى تدليل الطفل أنه أو قد أصيب ”بعدوى“ من أحد الأصدقاء أو الإخوة. وإن تأتأ طفلك لفترة فبإمكانك دعمه من خلال خفض وتيرة حديثك وتوفير فرصة حديث لطيفة معاً، مثلاً من خلال قراءة القصص مساءً ومن خلال ترك الطفل يكمل حديثه حتى إن تَعَثَّر في حديثه، دون أن تدع نفسك تسيطر وتملأ الفراغات.